انتينوبوليس

تأسست مدينة أنتينوبوليس في ٣٠ أكتوبر ١٣٠م على يد الإمبراطور هادريان على الضفة الشرقية لنهر النيل، على بعد حوالي ٩ كيلومتر من هيرموبوليس ماجنا. سميت المدينة بهذا الاسم نسبة إلى شاب يدعى أنتونيوس من كلاوديوبوليس في بيثينيا، والذى توفي في ظروف غامضة في نهر النيل أثناء رحلة هادريان إلى مصر عام ١٣٠م. أدى موت العشيق المفترض لهادريان إلى ظهور فرضيات مختلفة حول سبب الوفاة حتى في العصور القديمة، بما في ذلك كونه حادثاً أو انتحاراً أو حتى طقس تضحية 

ومع ذلك، فإن تأسيس أنتينوبوليس لا يُعزى فقط إلى وفاة أنطونيوس حيث تشير الأبحاث إلى أن هادريان ربما اتبع أيضًا خططًا استراتيجية، مثل تعزيز أو إنشاء مركز إداري فى المنطقة، وقد أمر ببناء المدينة على طراز المدينة اليونانية (polis) على أنقاض مدينة بيسا التى كان بها معبد كبير للملك رمسيس الثاني من عصر الدولة الحديثة. تم تصميم المدينة وفقًا للتخطيط الهيبودامي، مع أروقة تمتد على طول الشارع الرئيسي، وتضم العديد من المباني مثل المعابد الرائعة وقوس النصر على النيل وغيرها من الأبنية خارج المدينة، مثل الحمامات والسيرك وصالة للألعاب الرياضية

ربما تم كذلك دفن أنطونيوس في ضريح كبير بالمدينة. إداريًا، اتخذ هادريان نفسه مدينة نقراطيس المصرية اليونانية نموذجاً له واعتمد أيضاً دستورها المحلي. كما منح امتيازات للمواطنين الجدد، الذين كانوا يتألفون من مستوطنين من المدن اليونانية في مصر وقدامى المحاربين، مما جعل المدينة نقطة ذروة لـ” الهيلينيين الجدد”

حققت أنتينوبوليس أهمية كبيرة في العديد من الجوانب: ثقافيًا من خلال تقديم مهرجان أنطونيا، واقتصاديًا من خلال بناء طريق هادريانا، الذي ربط أنتينوبوليس مع مدينة برنيس على البحر الأحمر، وسياسيًا عندما تم اتخاذ أنتينوبوليس عاصمة لمقاطعة جديدة تسمى طيبة، والتى أنشأها الإمبراطور دقلديانوس عام ٢٩٧. ومع ذلك، فإن الدور الدقيق للمدينة في المنطقة الهرموبوليتانية وعلاقتها بهرموبوليس على وجه الخصوص لا يزال غير واضح بسبب قلة المصادر

على الرغم من قربهما الجغرافي، كانت مدينتا أنتينوبوليس اليونانية وهرموبوليس المصرية القديمة منغلقتين عن بعضهما البعض في البداية، لكن كان للمدينتين حتمًا تأثير اقتصادي وثقافي كبير على بعضهما البعض بسبب “إنهاء الهيلينية” أو نزع الطابع الإغريقي التدريجي لأنتينوبوليس على مدى القرون وكذلك قربهما الجغرافي

:المصادر